عطر أهالي حارات زمان

 

 

عطر أهالي حارات زمان

 

عطر أهالي حارات زمان
عطر أهالي حارات زمان

 

 

رسم رسمة، تأمل ألوانها، وضع عينيه علي بديع أشكالها، همس خاطر في قلبه بأن يجملها بخطوات رقيقة من سحر المصريات ذات الوجوه السمراء الأصيلة وقلوب الرجال الشجعان، لحن دقات قلبه أنعش باله بفكرة ضم حبيبته العفيفة لهذه اللوحة الفنية التي يراها موسيقي معزوفة بصوت رقيق تصف كلماته جمال حارات زمان ذات الأصل والعراقة.

 

زقاق صغير مرسوم علي ورقة تلمع من جمال الإحساس الداخلي الذي يعطيه صدق المشاعر في وصف أهل حارات زمان، أغلق عينيه، فعاش قلبه بالإحساس مع قصة الزقاق وأهل الجدعنة الذي يطيب خاطرهم برؤية أهل حارتهم في حال طيب.

 

يسير في طرقات الزقاق الضيق، فيلمح بنت حارته يحتويها البكاء لما حدث مع أبيها أثناء سيرهما في الشوارع، فعندما رأي أباها تاريخ أهل البلد الجدعان يشوه أمام أعينه إذا لم يتدخل للدفاع عن الحق، حينما كان أهل الاستعمار المعتدين يحاولوا فرض افترائهم علي كبار السن من أهل الوطن فيأخذوهم ويشدوهم من جلبابهم ويدفعوهم أرضا دون سبب  سوي أنهم سكرة يريدوا أن يضحكوا بالإضافة إلي أنهم ظالمين علي أرض غير أرضهم.

 

حاول الأب إحياء تراث الرجال المصريين السابقين المبصم أمامه علي جدران  حارات زمان من الملك صلاح الدين الأيوبي الذي أوقف سطو الصليبيين إلي القائد أحمد عرابي الذي أبي أن تكون مصر لقمة سائغة أمام ظلم الخديو توفيق وحاشيته إلي الزعيم سعد زغلول قائد ثورة ألف وتسمائة وتسعة عشر وغيرهم من رجال مصريين شهد التاريخ علي حميتهم ورفضهم للظلم، فتدخل لإيقاف ظلم المستعمر.

    

سألها عن سر دموعها، فأخبرته أن المستعمر أخذ والدها وعذبه عند محاولته التدخل لإيقاف ظلم المستعمر، وفجأة.......

  استفاق من غفوته، فسأل نفسه ما هذا الذي حدث؟، وهل ما عاشه كان حقيقة أم خيال؟، حدث نفسه بأن قصة حلمه قريبة من الواقع، وماذا لو حدث هذا فعلا لبنت من بنات منطقته وأبيها؟، ماذا سيكون رد فعله؟، وهل شجاعة الفرسان ستأخذه للدفاع عن أبيها أم سيظل مكتوف الأيدي؟، طرح علي نفسه كل هذه الأسئلة، ولكن.....

سؤالي لك، ماذا لو واجهتك قصة مثل هذه؟، ماذا سيكون رد فعلك أمام اغتصاب العدو للحقوق؟، وأذكرك بأن عدوك ليس مشروطا بأن يكون من خارج وطنك، من الممكن أن يكون من أهل وطنك، يسلب حقوقك وأنت نائم، أغلقت عينيك كي لا تري الحقائق، ليس فقط بل وأغلقت قلبك مصدر الإحساس بمفتاح أضاعه مشوار الزمان الطويل منذ ضياع الفطرة السليمة البريئة التي ولدنا عليها عندما أكسبناها بعضا من النفاق لمجاراة الزمان حتي أصبحت جزءا لا يتجزأ من الإنسان لتصبح عادة دائمة فيه يتعامل بها في كل مواقف حياته، فتحولت من نقمة إلي تعبير عن الذكاء، وأصبح مضادها تعبير عن السذاجة.     

أعجبك المقال , قم بالان بالاشتراك في النشرة البريدية للتوصل بالمزيد

التعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول لتستطيع كتابة تعليق

مقالات مشابة
عن الناشر
مقالات رائجة
أبريل 18, 2024, 10:49 ص عبدالرحمن
أكتوبر 12, 2022, 11:29 ص Business man