قصة سيدنا يوسف علية السلام بنظرة تحليلية ( 11 )

 

قصة سيدنا يوسف علية السلام بنظرة تحليلية ( 11 ) مشهد تقطيع أيدي النسوة

 

 

 اخرج عليهن ----- وذلك لأنها كانت قد أمرته ان ينتظر في غرفة متفرعة عن الغرفة التى كن يجلسن فيها.

 

 

فصح أن تقول اخرج عليهن لا ادخل عليهن فلما نظرن الى حيث كانت تنظر

وقد توقفت ايديهن عن الحركة والسكاكين فوق الثمار.

 

رأين شابا بارع الجمال رائع الحسن ملائكى الطلعة يخرج من الغرفة على استحياء وفي تردد فأعظمنة وأكبرنة

وكأنهن لا يصدقن انفسهن وبعد ان كن متكئات شرعن في النهوض ليجلسن ويمعن النظر فية أو ليقفن فيقترين من هذا  المخلوق الفريد فى جماله وحسنه.

 

مشهد تقطيع أيدي النسوة
قصة سيدنا يوسف علية السلام بنظرة تحليلية ( 11 ) مشهد تقطيع أيدي النسوة

 

فلم يشعرين  إلا والسكاكين قد قطعن أيديهن فصرخن من الالم والقين بها وبالثمار والدماء تنزف من ايديهن

ويبدو ان المرأة الماكرة تعمدت ان تشحذ السكاكين اى تسنها أكثر من المعتاد بحيث تنفذ فى الفاكهة الناعمة لاقل ضغط من ايدى النساء.

 

ومع ذلك وعلى الرغم مما هن فية من الم الجرح الذى احدثتة السكاكين لم يملكن  انفسهن من العودة الى النظر الى يوسف علية السلام فى ذهول.

 

وهن يقلن (  وَقُلۡنَ حَـٰشَ لِلَّهِ مَا هَـٰذَا بَشر )  أى ما هكذا يكون البشر  (  إِنۡ هَـٰذَآ إِلَّا مَلَكٌ۬ كَرِيمٌ۬  )

عندئذ رمقتهن المرأة الماكرة فى تشف وقد رسمت على وجهها تعبيرا يدل على الانتصار فنظرن اليها فى حيرة لا يدرين.

 

 

بماذا يبررن ما سبق ان قلتة عنها فما كان منها الا ان حركت رأسها فى زهو قائلة : وكأنها تسخر منهن (  قَالَتۡ فَذَٲلِكُنَّ ٱلَّذِى لُمۡتُنَّنِى فِيهِ‌ۖ  )

تقصد انهن كن يعتقدن أن يوسف مجرد مملوك اشتراه زوجها او ظنن انة خادم صعلوك وظلت ترمقهن بحدة وكأنها تنتظر منهن أن يقلن شيئا.

 

 

بينما يوسف يقف فى مكانه لا يستطيع أن ينصرف قبل أن تأذن له سيدتة فلم تملك إلا أن تقول لهن : لقد قطعتن ايديكن لما اذهلكن جمالة

فما بالكن وانا التي اراة كل يوم بل كل ساعة بل كل لحظة اشاهدة وهو يروح ويجئ ويقعد ويقوم وينام ويستيقظ وياكل ويشرب ويتكلم ويصمت ويتالم ويفرح فأتالم معه وافرح لفرحة وعندما استريح فى فراشى اغمض عينى على صورته فاذا استيقظت استيقظت عليها

لقد رأيتموه ملكا كريما أما أنا فاراه بشرا جميلا رجلا يفيض رجولة جسدا لا ملكا ومضت تعدد ما تحملته من صنوف المعاناة والالام بسببة

واعترفت قائلة ( وَلَقَدۡ رَٲوَدتُّهُ ۥ عَن نَّفۡسِهِۦ فَٱسۡتَعۡصَمَ‌ۖ  ) قالت ذلك بعد ان شعرت بتعاطفهن معها والتماسهن العذر لها بعد ما شاهدن يوسف

وسمعنها تتذكر ما عانته بسببة وانفعلت بشدة وكانما فاض بها .

 

ونضب معين صبرها ترفع صوتها قائلة وكانها توجة كلامها الية ايضا

( وَلَٮِٕن لَّمۡ يَفۡعَلۡ مَآ ءَامُرُهُ ۥ لَيُسۡجَنَنَّ وَلَيَكُونً۬ا مِّنَ ٱلصَّـٰغِرِينَ  )

انها لم تكتفى بأنذرة فحسب بل تهددة بالسجن وبالاذلال فكشفت بذلك عن صورة نادرة للمرأة عندما يصل فجورها الى مداة.

 

بحيث لم تأبه بوجود  النسوة ولا اهتمت بأن ينقلن ما سمعوها تقولة الى الناس ولا اقامت لاحتمال وصوله الى علم زوجها

مما يدل على أن هذا الزوج كان العوبة فى يدها تحركة كيف تشاء بل قامت النسوة أنفسهن ينصحنة بالاستجابة لما تطلبه سيدتة منه رواودنة هن ايضا عن نفسه

وكأنهن اعتبرن ذلك مكافأة لهن على تعاطفهن معها لن ترى بأسا في حصولهن عليها.

 

 

إذا ما نالت هي مأربها من الفتى او كأنها وجدت فى مراودتهن له عن نفسة ضغطا اضافيا علية قد يجعلة يغير رأية

فلم يزدة ذلك الا اصرارا على الرفض ( قَالَ رَبِّ ٱلسِّجۡنُ أَحَبُّ إِلَىَّ مِمَّا يَدۡعُونَنِىٓ إِلَيۡهِ‌ۖ وَإِلَّا تَصۡرِفۡ عَنِّى كَيۡدَهُنَّ أَصۡبُ إِلَيۡہِنَّ وَأَكُن مِّنَ ٱلۡجَـٰهِلِينَ  ).

 

 يعني إن لم تحول عنى ما ينصبنة لى من شراك الغواية لم اسلم من الميل إليهن فأصبح بذلك سفيها استخفتة أهواء النفس مما جعله يعمل السوء بجهالة

وهو ما يخالف مقتضى الحلم والاناه او مقتضى العلم والحكمة (  فَٱسۡتَجَابَ لَهُ ۥ رَبُّهُ ۥ فَصَرَفَ عَنۡهُ كَيۡدَهُنَّ‌ۚ إِنَّهُ ۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ  ).

 

 

يعنى استجاب الى ما طلبه منه فلم يصب إليهن وعصمة أن يكون من الجاهلين  ولكن هل يئس المجرمون ؟ أو ثابوا  الى رشدهم ؟

 

بالطبع لا ..... فالمرأة العنيدة ابت الا ان تنتقم من الفتى الذي أصر على رفض ما طلبته وانضمت إليها النسوة الفاجرات اللاتي طمعن في مشاركتها في الاستمتاع به.

 

فماذا كان شأن الزوج الذى سبق أن سمع الحكم على زوجته  بأنها  المذنبة وليس الفتى فيما نسبته إليه من محاولته الاعتداء عليها وبالرغم من ذلك

تركه تحت سيطرتها لكى تستمر فى الضغط عليه دون أى إحساس بالمسئولية أو بالغيرة على عرضه أو الرغبة في حماية شرفه مما يدل على أنه كان

ديوثا  كبيرا لا حياء له ولا نخوه ولا يعقل أن يكون تصرف هذا الوزير خافيا على الناس أو على الأقل عند الصفوة التي ينتمي إليها فمن تصرف النسوة.

 

يتبين لنا أن اتحاد الزوجات للعشاق وخيانتهن لأزواجهن جهارا نهارا كانت عادة مقبولة من الازواج او على الاقل يتسامحون بشأنها .

وهناك جدل حول أخلاق المصريين بشأن هذا التصرف  ٠٠٠٠٠

لقد ثار كثير من الجدل حول تصرف المرأة وموقف زوجها العزيز ٠٠٠٠

فقال أبو حيان فى البحر المتوسط ٠٠٠٠

 

أنه ناشئ عن طبيعة التربة في مصر فهي لرخاوتها لا تنشأ فيها الأسد ولو دخل فيها لا يبقى 

ويعنى ذلك ان الرجال كذلك ينشئون على الرخاوة والانقياد النساء ٠

وقال أبو الصلت عن أهل مصر ٠٠٠٠٠

أما أخلاقهم فالغالب عليها اتباع الشهوات والانهماك فى اللذات ٠

 

اما ابن عبد الحكم ..... فأنه برر خضوع الأزواج المصريين لزوجاتهم وقله غيرتهم عليهن .

بقصة طريفة ٠٠٠

جاء فيها ٠٠

انه لما غرق فرعون ومعه الجيش الذى كان مكونا من معظم رجال مصر اثناء قيامه بمطاردة اليهود لم يبق إلا العبيد

ولما لم تستطيع النساء صبرا عن الرجال لجأن الى عتق عبيدهن ليتزوجن بهم واشترطن عليهم أن لا يفعلوا شيئا إلا بإذنهن فأجابوهن إلى ذلك

فكان أمر النساء على الرجال .

 

ولقد تسببت هذا الأقوال في إثارة حفيظة كثير من المصريين .

فقد شنوا حملة من النقد اللاذع على الفقهاء الذين قالوا عن المجتمع المصري الذي عاصره يوسف عليه السلام

أنه كان مجتمعا منحلا استنادا الى ما فعلته امرأة العزيز وصويحباتها وليس من شك في أن بعض ما قيل عن الرجال المصريين

قد جانب التوفيق بشكل واضح لأن قائليه عمموا الحكم بحيث شمل جميع الرجال في كل الحفل التاريخية التي مرت بها مصر.

 

فقد تعرضت فيها مصر لتغيرات وتحولات عميقة اجتماعيه واقتصاديه وسياسيه وثقافيه انعكست بشدة على الأعراف والتقاليد والعادات والنظم

فغيرتها وبدلتها بحيث جعلت من المستحيل أن يظل الرجال هم الرجال والنساء هن النساء وطبعا لم ييأس المجرمون  فاجتمعوا للنظر فى أمر الفتى المتمرد .

ويظهر من عبارة القرآن البليغة أن ذلك الاجتماع قد حدث فعلا

حيث جاء به قوله تعالى (  ثُمَّ بَدَا لَهُم مِّنۢ بَعۡدِ مَا رَأَوُاْ ٱلۡأَيَـٰتِ  ) أى لعدد من النساء والرجال لانهم لو كن نساء فقط كامرأة العزيز.

 

والنسوه لقال سبحانه وتعالى ( وبدا لهن ) ولكنه سبحانه قال ( لهم ) فيكون الزوج قد انضم الى النساء وربما الشاهد الذي سبق ان حكم بأن المرأة هي المذنبة ليبحثوا فيما يجب عمله مع الفتى خاصه بعد ما رأوا الآيات

 

فقد اعتبر تصرف يوسف على هذا النحو اهانة للزوج الذى ربما يكون ديوثا.

 

نكمل ان شاء الله القصة فى اللفاء القادم فلكم منى خير الاوقات وفى حفظ الله ولا تنسونا بصالح دعائكم .





أعجبك المقال , قم بالان بالاشتراك في النشرة البريدية للتوصل بالمزيد

التعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول لتستطيع كتابة تعليق

مقالات مشابة
عن الناشر
مقالات حالية
أبريل 18, 2024, 10:49 ص عبدالرحمن
مارس 30, 2024, 2:32 م Shady Shaker
مارس 27, 2024, 1:58 ص نوره محمد
فبراير 28, 2024, 11:35 ص بسيونى كشك
فبراير 28, 2024, 11:31 ص بسيونى كشك
فبراير 28, 2024, 11:25 ص بسيونى كشك
فبراير 22, 2024, 7:36 م بسيونى كشك
فبراير 21, 2024, 9:31 م بسيونى كشك