قصة سيدنا يوسف علية السلام
فقد اعتبر تصرف يوسف على هذا النحو اهانة للزوج الذى ربما يكون ديوثا.
ولأنه رفض ما عرضته عليه زوجته من مضاجعتها وحز في نفسه أن يسبب لها احباطا وربما يكون قد نقم عليه أن أحبته المرأة واذلت نفسها له بينما هو يذل نفسه لها دون أن تحبه وان كان اجتماع هذين الاحتمالين غير مستبعد فالرجال من أمثال هذا العزيز الذى لم يكن لديه من العزة غير الاسم تختلط لديهم المشاعرغالبا فتطمس ابصارهم وتعمى بصائرهم فيرون الفضيلة رذيلة والرذيلة فضيلة .
كما هو حال الشعوب الغربية الان التي تعتبر ممارسة الجنس في الأماكن العامة حق مكتسب وحريه شخصيه وفضليه
وتعتبر ما يعتري المشاهدين لهذه الممارسات من استنكار رذيلة لأنه نوع من التدخل فى حريه هؤلاء المرضى.
وكذلك بالنسبة اللواط والزنا والسحاق ونرجع للشاهد فيرى بعض المفسرين أن الرجل الذى شهد من قبل ربما يكون قد حضر ايضا للتشاور
بشأن ما يجب اتخاذه نحو يوسف فما الذي جعله أن سبق أن أداءها ؟
وافق على وضع يوسف فى السجن ؟!
فحينما أصدر حكمه في اللحظة التى شاهد فيها ما كان من ملاحقة المرأة لفتاها بحيث يمكن القول أنه تسرع في إصدار لحكمة أرادها الله تعالى
لو انه كانت هناك محاكمة في بيت اهل المرأه لاتيح له الوقت للتفكير في حل آخر
ليس فيه إدانة لها او على الاقل حل وسط لا يبين منه الجاني من المجنى عليه.
وأنه قيل له انه لا مفر من أن يوافق عليه ليعالج به الخطأ الذي ارتكبه واساء الى قريبته
حيث استند الناس إليه كدليل على فجورها وفسادها.
خطة امرأه العزيز على سجن يوسف .
وليس ببعيد أن تقوم امرأة على هذا القدر من الدهاء والفساد وإتقان الكيد بأقناع قريبها وهى تتصنع الحزن الشديد على سمعتها
التى أضر بها حكمه بأن يوافق على حبس يوسف حتى ينسى الناس الحادثة لأنه طالما ظل في البيت فلن تتوقف الأقاويل
وربما لن تستطيع ان تقاوم حبها له وكذلك أقنعت زوجها فلما وافق الرجلان على المبدأ تحولت الى الخطوط التالية.
وهى أن يكون يوسف عليه السلام غير محدد المدة وإنما يكون الإفراج عنه بعد ان يتم التأكد من ان الناس قد نسوا الفضيحة وهكذا بقي الظلم قائما وبأشد ما يكون فالوضع فى السجن ليس مثل العيش في بيت العزيز ولكن من وجهة نظر يوسف
فان السجن كان أحب إليه من العيش مع امرأة العزيز الفاجرة في بيت واحد تتردد عليه صويحباتها الفاجرات يشاركونها في الغواية والضغط عليه وهكذا تؤجل ظهور الحقيقة وبراءة المتهم وبراءة المتهم المظلوم الى يوم لا يعلمه الا الله .
وسيق يوسف الى السجن بأمر من العزيز تشيعه امرأته المجرمة بنظرات التشفي المختلط بالحسرة لأنها لم تنل منه ما تريد .
وانتشر في المدينة خبر سجن فتى العزيز الذى شغف امرأته اللعوب حبا وتملك العجب الناس من الأوضاع المقلوبة
التي تجعل البرى مذنبا والمذنب بريئا.
( وَدَخَلَ مَعَهُ ٱلسِّجۡنَ فَتَيَانِۖ ) فقد القى به في السجن ليجد نفسه فى مكان واحد مع رجلين اثنين كانا ينتظران الحكم عليهما
تبين فيما بعد أنهما مملوكان للملك
وروى عن ابن عباس ان أحدهما خازن طعامه والآخر ساقيه وحدث أن رأى كلاهما فى منامه رؤيا فقصها على يوسف
فقال الأول : أنه رأى نفسه بعصى خمرا لى يعصر العنب الذى تصنع منه الخمر
وقال الآخر : أنه راي نفسه يحمل فوق رأسه خبزا تأكل الطير منه
وطلب منه أن ينبئهم بتفسير لما رأيناه وعللا طلبهما هذا بانهما يريان أنه أي يوسف من المحسنين الذين يريدون الخير والنافع للناس
وليس من شك في أنهما توصلا الى معرفه ذلك بما لاحظناه على يوسف أثناء وجودهما معه فى السجن من سعة علم ودماثة خلق
وحرص على العلاقة الطيبة مع الاخرين سواء كانوا مسجونين مثله او حراسا أو غيرهم ٠
واغتنم يوسف الفرصة وطلب من الفتى الذى قال له انه سيقضى ببراءته ويعود إلى عمله ساقيا للملك أن يتكلم عند الملك بما راى وسمع
وعلم من أمره عسى ان ينصفه ممن ظلموه ويخرجه من السجن .
ولكن الفتى الساقي نسى ان يفعل ما طلبه منه يوسف .
فظل في السجن بضع سنين والبضع في اللغة ما بين ثلاث سنوات الى تسع وأكثر ما يطلق على السبع
تفسير يوسف لحلم الملك
......
وتتابع الأحداث ويرى الملك الرؤيا المعروفة ويطلب من يفسرها له وعندئذ بتذكر الساقي يوسف
ويعد الملك بأن يبعث به إلى السجن لكي يأتيه بتفسير للرؤيا التي أقضت مضجعه ويذهب إلى السجن فيلقى بيوسف
ويقص عليه الرؤيا ويطلب منه تفسيرا لها فيفعل ويعود الساقي الى الملك بما سمعه من يوسف
ولكن الملك يطلب منهم إحضار لكى يسمع منه بنفسه ويتأكد من علمه وسلامة عقله ومستوى ذكائه
فلما ذهب رسول الملك الى السجن والتقى بيوسف وابلغه بما طلبه الملك ٠
قال له يوسف : ارجع الى الملك قبل شخوصي إليه ووقوفي بين يديه فسأله عما يعلمه بشان النسوة اللاتي قطعن ايديهن؟
وكان يوسف رجح ان الملك لا يعلم شيئا عن السبب الذي من أجله وضع في السجن
وأراد أن يسأل عنه لكي يعرف أنه ليس مجرما سجن من اجل ذنب اقترفه وإنما هو مظلوم ٠
ولا شك ان يوسف عليه السلام كان على حق فالملك شأنه فى ذلك معظم الحكام في الماضي وفي الحاضر
ولم يكن يدرى شيئا عن يوسف كما انه لم يبد أى درجة من الاهتمام بأمره.
عندما عرض عليه الساقي أن يوفد إليه في السجن ولا بعد أن عاد بتأويل يوسف للرؤيا ولا سأل عن السبب الذى من أجله أودع السجن
على الرغم من أن التأويل الذي عاد به الساقي من عند يوسف كان خطيرا.
لأنه ينذر بكارثه قريبه منا كان يتوقع معه من الملك ان يستعلم عن هذا السجين العجيب الذي نجح فيما فشل فيه منجميه ومفسري الاحلام التابعون له فربما كان لإيداعه في السجن علاقة بتفسيره للاحلام كان يكون دجالا أو محتالا او غير ذلك ٠
يجب عليك تسجيل الدخول لتستطيع كتابة تعليق