قصة سيدنا يوسف علية السلام بنظرة تحليلية ( 13 ) والاخيره

 مبررات عدم خروج يوسف من السجن ؟؟؟

 

ونلاحظ أن يوسف لم يفرح لأنه سيغادر السجن ليقابل الملك وانما اراد ان يثبت براءته من قبل ذلك لتقديره الصائب.

 

لأهمية ذلك بحيث تختلف نظرة الملك إليه بحسب ما اذا مجرما ام بريئا ألقى به في السجن ظلما

 

ومن هذا التصرف .....

 

ما يدل على ان يوسف كان صبورا متأنيا عزيز النفس حريصا على كرامته

ولو كان غير ذلك لكان اشترط لتفسير الرؤيا التي رآها الملك ان يفرج عنه أولا

او كان بادر الى تلبية طلب الملك بأحضاره إليه لكى يغادر السجن بسرعه

ثم بعد ذلك يسعى الى إثبات براءته مما نسب اليه وليس في ذلك من شك في أن تصرف يوسف على النحو

يدل على ذكاءه الشديد وبعد نظره وحكمته وأنه بهذا التصرف جعل الملك يولى الأمر اهتماما كبيرا

وذلك بخلاف ما إذا كان قد قبل دعوتة وذهب إليه وفى أثناء وجوده في حضرته عرض عليه قضيته.

 

قصة سيدنا يوسف علية السلام بنظرة تحليلية
قصة سيدنا يوسف علية السلام بنظرة تحليلية

 

 

فان الملك كان يعتبر الأمر منتهيا بخروجه من السجن وقد يطيب خاطره بكلمات او مكافأة او يظن انه يريد ان يتقاضى مقابلا لتفسيره للحلم.

 

وهى براءته من التهمة التي اودع بسببها السجن فما يكون من الملك الا ان يقول له : انت برئ دون ان يبحث في التهمة المنسوبة اليه

ولكن رفضه لدعوتة أثار فضول الملك.

 

ولعله تساءل في دهشة عن كنيه هذا الشخص الذي تتاح له الفرصة للخروج من السجن بعد أن طال مكثه فيه فيرفض الا بعد ان يتم البحث في السبب الذي من أجله أودع في السجن وكذلك يظهر ذكاء يوسف الشديد ولباقته وكياسته فى التساؤل الذي طرحه.

 

حيث لم يتهم النسوة بشيء ولا ذكر امراه العزيز 

(  وَقَالَ ٱلۡمَلِكُ ٱئۡتُونِى بِهِۦ‌ۖ فَلَمَّا جَآءَهُ ٱلرَّسُولُ قَالَ ٱرۡجِعۡ إِلَىٰ رَبِّكَ فَسۡـَٔلۡهُ مَا بَالُ ٱلنِّسۡوَةِ ٱلَّـٰتِى قَطَّعۡنَ أَيۡدِيَہُنَّ‌ۚ ) 

انما اشارة الى واقعه غريبه على قطع النسوة لأيديهن فهو عمل يثر الدهشة ويدفع الى البحث والتحري لمعرفه لماذا فعلن ذلك ؟

 

  وبالتالي فان البحث سيقوده الى كل ما حدث وإلى الفاعلين والمساهمين  فتظهر امرأة العزيز وزوجها والشاهد من أهلها فضلا عن النسوة.

 

٠٠  ولا بد أن الذي جعل يوسف عليه السلام يتصرف على هذا النحو هو إدراكه لما في ذكر امرأة العزيز وما فعلته من حساسية

قد تجعل الملك يرفض إجراء التحقيق حتى لا يفتضح أمر أعوانه وزوجاتهم

وبالتالي الى النظر فى امر الفساد المستشري في الطبقة العليا التي تضم الأسرة الحاكمة وأعوان  الملك

وقد يلجأ الملك الى اتخاذ اجراءات يهدف  بها الى التمويه والتغطية على ما حدث شأن الحكام الفاسدين او الضالعين في الفساد غالبا ٠

 

وكذلك قد يكون يوسف خشي أن ينحاز الملك الى العزيز  وامرأته والنسوة ضده لأنه عبد عبراني لا يجوز  له أن يتهم سادته

وهو موقف كثيرا ما يتخذه السادة من الخدم ويبدو ذلك أوضح ما يكون لرجال الشرطة الذين ما إن يشاهدون زميلا لهم يضرب مواطنا

حتى يبادروا الى الانضمام اليه في ضرب المواطن دون ان يسألوا عن السبب.

 

بدء التحقيق من قبل الملك .....

 

وحدث ما أراده يوسف فقد تحرى الملك على ما يبدو عن أمر النسوة اللاتي قطعن أيديهن ولم يكن قد سمع بالحادث لانشغاله بشؤون مملكته وقتها

ولما تأكد الملك من أن هناك نسوة كن قد قطعن ايديهن .

 

وان ذلك حدث بسبب رؤيتهن يوسف الذي كانت امرأة العزيز قد راودته عن نفسه أولا ثم راودتهن ايضا

بعد ان رأي الملك دعاهن الى القصر ومعهن امرأة العزيز  حيث بدأ بسؤالهن قائلا : ما خطبكن الذي حملكن على مراودته عن نفسه ؟

 

هل كان عن ميل منه اليكن ؟  ومغازلة  لكن قبلها ؟ فهل رأيتن  منه مؤاتاة واستجابة بعدها ؟ أم ماذا كان سبب القاءه في السجن مع المجرمين ؟

 

اعتراف النسوة  وامراه العزيز ......

 

اخيرا بدأت محاكمة النسوة وكان قد مضى زمن طويل سبع سنين كاملة وقيل اثنتا عشرة سنة قضاها يوسف في السجن

وامضتها النسوة في تصريف شؤون حياتهن سواء كانت شخصية او كانت أسرية.

 

كما أن تقدمهن في السن الذي ابعدهن عن الطيش والرعونة والخفة واللامبالاة 

واحتمال  أن يكون أزواجهن وذوو قرباهن ممن يعملون في القصر قد احطهن علما بما يكنه الملك ليوسف من اعجاب شديد

لن يقلل منه أن يكون ما سبق لهن أن اتهمته به صحيحا لان مثل هذه الافعال ليست مما يشين الرجال في عرف الملك وعرف المحيطين به.

 

وبالتالي فان يوسف قد يتقلد منصبا رفيعا يجعله قريبا من الملك مسموع الكلمة لديه بحيث يصبح بمقدوره أن ينتقم لنفسه منهن ومنهم

فقد اعترفن بأنهن لم يعلمن عن يوسف أدنى شيء يشينه ويعيبه ولو كان شيئا صغيرا أو تافها .

 

وهى اجابه ذكيه تدل على مكرهن الشديد وكيدهن لصاحبتهن امرأة العزيز ذلك أنه إذا كان يوسف كذلك فما هي المشكلة إذا ؟!

 

  وكانت امرأة العزيز موجودة فلما سمعت النسوة يشهدن ليوسف أدركت بذكائها الشديد أنهن ينصبن لها شركا

فهي أن نفت ما حدث فستناقض اجابتها إجابتهن وعندئذ يستمر التحقيق والمواجهة ليثبت في النهاية كذبها أمام الملك

لذلك بادرت بالاعتراف على نفسها.

 

(  قَالَتِ ٱمۡرَأَتُ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡـَٔـٰنَ حَصۡحَصَ ٱلۡحَقُّ أَنَا۟ رَٲوَدتُّهُ ۥ عَن نَّفۡسِهِۦ وَإِنَّهُ ۥ لَمِنَ ٱلصَّـٰدِقِينَ )

قائلة : أنا راودته عن نفسه وهو لم يراودني كما سبق وادعيت وهو صادق فيما اتهمنى به من قبل .

 

في النهاية براءة يوسف عليه السلام

 

وبذلك ثبتت براءة يوسف عليه السلام ونصاعة صفحته فغادر السجن مرفوع الرأس ليعهد إليه الملك بمنصب الوزارة الكبرى.

 

نجد في القرآن الكريم اهتم بأن يبين لنا الأسلوب الأمثل الذي يجب على الإنسان الذى يتعرض للظلم ان يتبعه من أجل أن يثبت براءته مما اتهم به.

 

كما يعلمنا القرآن أداب الشكوى والمخاصمة أمام القضاء

ويعلمنا أيضا إذا نصرنا الله على من أساءوا إلينا وحاولوا أن يلحقوا بنا أضرار من أي نوع وجب علينا أن نصفح عنهم ونسامحهم اكتفاء

بما أصابهم به الله من هزيمة وخزي.

 

بل وأن نحسن إليهم لعلهم يراجعون أنفسهم فيخجلون مما فعلوا او على الاقل لا يحاولون الإساءة إلينا من جديد .

 

والحمد الله رب العالمين ٠تمت

 

والى لقاء اخر ان شاء الله فى موضوع اخر ونسألكم بخير الدعاء.

 

أعجبك المقال , قم بالان بالاشتراك في النشرة البريدية للتوصل بالمزيد

التعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول لتستطيع كتابة تعليق

مقالات مشابة
عن الناشر
مقالات حالية
أبريل 18, 2024, 10:49 ص عبدالرحمن
مارس 30, 2024, 2:32 م Shady Shaker
مارس 27, 2024, 1:58 ص نوره محمد
فبراير 28, 2024, 11:35 ص بسيونى كشك
فبراير 28, 2024, 11:31 ص بسيونى كشك
فبراير 28, 2024, 11:25 ص بسيونى كشك
فبراير 22, 2024, 7:36 م بسيونى كشك
فبراير 21, 2024, 9:31 م بسيونى كشك