قصة سيدنا يوسف علية السلام بنظرة تحليلية ( 7 )

 قصة سيدنا يوسف علية السلام

 

 

                                                                                                                      

قصة سيدنا يوسف علية السلام
قصة سيدنا يوسف علية السلام

 

 

   ويفاجأ بها يوسف تعانقه وهى تهمس في وجهة بهذه الكلمة او ما في معناها فانتابه حيرة لم يدر معها ما

    ولكنه سرعان ما تمالك نفسه أمام هذا الموقف الذي لم يسبق لة أن واجهة فأمسك وساعديها اللتين مدتهما فوق كتفية يدفع صدرها عنه.

 

 

وهو يشيح بوجهة قائلا  (مَعَاذَ ٱللَّهِ‌ۖ  ) أي اعوذ بالله وأتحصن بة ويضيف قائلا وهو يستجمع قواه ليستمر في ابعادها عنة (إِنَّهُ ۥرَبِّىٓ أَحۡسَنَ مَثۡوَاىَ  ) لقد كان يوسف جميلا

أو كما قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أن الله اختصه بشطر الحسن ) فجمع بذلك بين جمال الخلقة وجمال الاخلاق ولو شاء الله تعالى لاكتفى بالنسبة له بهذا النوع الأخير من الجمال.

 

 

ولكنه أضاف إليه جمال الخلقة وهو ما لم يفعله مع غيرة من الأنبياء والمقصود بجمال الخلقة

ليس الوجه فقط بل كل ما يتكون منة جسم الإنسان بما في ذلك الإحساس والشعور والوعي السليم والإدراك الصحيح فضلا عن الرجولة والا لكان ملكاً  كريما

كما قالت عنة النسوة ومثلة ليس مكانة الأرض  التي نعيش عليها وإنما مكانة في السماء مع الملائكة.

 

لقد كان بشرا لا يختلف عن البشر أمثاله إلا في قوة الإرادة وبٌعد النظر والتقدير الصائب للأمور والصلة بالله الذى اصطفاه 

واصطفاه الأنبياء من دون خلق الله من حيث أدبهم وعلمهم وآتاهم الحكمة تجعل نظرتهم إلى الأمور تختلف عن نظرة غيرهم.

 

فبالنسبة للزنا  --- مثلا --- فإنهم يرون عاقبته الشديدة بوضوح وجلاء بحيث تتضاءل امامها اللذة السريعة التي يوفرها الزنا 

وقد أخبر الله تعالى عن حال يوسف من حين بلوغه  فقال

(وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ ۥۤ ءَاتَيۡنَـٰهُ حُكۡمً۬ا وَعِلۡمً۬ا‌ۚ  )  وعندما  قال لها (إِنَّهُ ۥرَبِّىٓ أَحۡسَنَ مَثۡوَاىَ  )

ولكن المرأة العنيدة تغاضت عما يرمي إليه بقولة هذا وأصرت على ان تمضى فيما شرعت فيه

مهما كلفها ذلك من  إهدار لكرامتها  وحط من مكانتها وهي أبنة الحسب والنسب وزوجة الوزير الكبير فأخذت تعاود

وهى ابنة الحسب والنسب وزوجة الوزير الكبير فأخذت تعاود الاندفاع اليه تطوق عنقه بذراعيها

وهو يأبى أن يدعها تفعل ذلك ينظر اليها بدوره في توسل ولكن من أجل أن تهدأ وتكف عما تفعلة !

 

وتلهث المرأة الماكرة وهي تومئ الية بعينها بما يفيد أنها تعبت ويئست وفى نفس الوقت تلين يديها في قبضته 

كما لو كانت صرفت نظر عن الصراع طالما انة لا يرغب فيها ويصدقها يوسف فيترك يديها وهو يلهث بشدة

ويشرع في التراجع لكى يبتعد عنها ولكنه يفاجأ بها تهاجمه بها تهاجمه من جديد في لهفة وشوق وإصرار وهى تهمهم وتزمجر.

 

وكأنها تقول له : هل صدقت أني سأتركك ؟!

وهمت بة ------ معنى الهم في قولة تعالى  (  هَمَّتۡ بِهِۦ‌ۖ وَهَمَّ بِہَا ) 

حصر جميع المفسرين القدامى والمحدثين اهتمامهم في واقعة ( الهم  ) هذه ---- هم المرأة او هم يوسف

يقول ابن كثير:  الهم بالشيء في كلام العرب حديث المرء نفسة بمواقعه ما لم يواقع   --- كأن يرى ان يعدل عن المضي فيما شرع فيه تجنبا لعواقبه وهو ما فعله يوسف عليه السلام.

 

سوف نضيف خواطر الامام الشيخ الشعراوي الى قصة سيدنا يوسف عليه السلام  ------ 

 

(  وصف يوسف عليه السلام أنه بلغ أشده يعني أنه وصل غايته من النضج والاستواء ومعناه أنه أصبح في كامل فتوتة  وكانت امرأة العزيز تنظر الى جمالة

وهو صغير  نظرة اعجاب ثم لا شيء لأنه صغير السن ولكن عندما بلغ اشدة ابتدأ خيالها يسرح في أكثر من اتجاه 

وهذا هو النزوع  وكل عملية شعورية يتعرض لها الإنسان العاقل لها إدراك ووجدان ونزوع وامرأة العزيز

وصلت الى عملية النزوع فالإنسان إذا نظر للشيء وادرك جمالة فهذا إعجاب ان تدرك جمال الوردة او اي شيء من خلق الله في الكون.

 

ثم تأتى عملية النزوع بأن تمد يدك لتقطف الوردة حينئذ يتدخل ويقول لك لا هذا ليس من حقك انها ملك غيرك انظر اليها كما شئت وتمتع

ولكن لا تمد يدك لتقطعها وامرأة العزيز نظرت الى يوسف عليه السلام واعجبت بجمالة هذا الاعجاب قادها الى النزوع فراودته عن نفسه

ولو انها امتنعت عن إدراك الشيء أولا أي أنها لو كانت محجوبة عنة او هو محجوب عنها ما حدث كل هذا

وهذه تعطينا علة أن الله سبحانه وتعالى امرنا بغض البصر ذلك لأنك إذا لم تغض بصرك أدركت  --

وإن ادركت وجدت وأعجبت ثم نزعت ومددت يدك ---------  كيف كانت المراودة ؟

 

لقد كان يخدمها وجمالة يعجبها فعندما بلغ اشدة كان هناك مسلك آخر فتأمره مثلا بإحضار فنجان من القهوة

ثم تأمره بأن يضع فنجان القهوة ويجلس الى جوارها وتتقرب منه بالتدريج

قول الحق سبحانه وتعالى  (  وَرَٲوَدَتۡهُ ٱلَّتِى هُوَ فِى بَيۡتِهَا ) معناها انها لم تراود من الشرفة او في الشارع انما في بيتها اذن فهى متمكنة بحكم المكان منة.

 

وهي التي تراود فالمسألة مجموعة علية من عدة جهات هو تربى في البيت كخادم لها ووجوده  معها في حجرة واحدة مسالة

لا تثير استغراب احد وهى تلاطفه وتحتال عليه

هنا نجد ادب التناول في القران الكريم في قولة تعالى  (وَرَٲوَدَتۡهُ ٱلَّتِى هُوَ فِى بَيۡتِهَا عَن نَّفۡسِهِۦ وَغَلَّقَتِ ٱلۡأَبۡوَٲبَ وَقَالَتۡ هَيۡتَ لَكَ  ).

 

اذن في الحادث فيه مبالغة لأنها أغلقت الأبواب بالمفتاح او بالمزلاج ولم تغلق بابا واحدا  بل عدة أبواب حتى لا يفاجئهم أحدا

مما يدل على أن القصر مبنى وكل حجرة ليس لها باب واحد بل لها أبواب وهكذا القصور تدخل من باب الى باب 

ونجد ان قولة تعالى  (وَغَلَّقَتِ ٱلۡأَبۡوَٲبَ  ) معناها انها غلقت باب وراء باب مما يدل على ادراكها تمام الادراك انها مقبلة على فعل قبيح.

 

ولذلك فهى حريصة على ان تخفى ما ستفعل وكونها غلقت الأبواب دليل على انها تريد اذا فتح باب ان تنتبة فلا يفاجئها أحد

(وَقَالَتۡ هَيۡتَ لَكَ ) أي أنها تهيأت له --- انتقات من الاحتيال والمراوغة الى الوضوح في الطلب يوسف عليه السلام

عندما هذا قال (قَالَ مَعَاذَ ٱللَّهِ‌ۖ ) والمعاذ هو ما يستجير به  -- وانت لا تستجير الا اذا تعطلت اسبابك امام الحدث.

 

-- تستجير بمن ينجدك ممن هو أقوى منك يوسف عليه السلام

لم يجد معاذا إلا الله  لأنه سبحانه الذى أعطاه الحكم والعلم وقال له هذا حلال وهذا حرام

سوف نكمل ان شاء الله في اللقاء القادم من التفسير الأول مع تفسير الشيخ الشعراوي

 لا تنسونا من  صالح دعائكم

أعجبك المقال , قم بالان بالاشتراك في النشرة البريدية للتوصل بالمزيد

التعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول لتستطيع كتابة تعليق

مقالات مشابة
عن الناشر
مقالات حالية
أبريل 18, 2024, 10:49 ص عبدالرحمن
مارس 30, 2024, 2:32 م Shady Shaker
مارس 27, 2024, 1:58 ص نوره محمد
فبراير 28, 2024, 11:35 ص بسيونى كشك
فبراير 28, 2024, 11:31 ص بسيونى كشك
فبراير 28, 2024, 11:25 ص بسيونى كشك
فبراير 22, 2024, 7:36 م بسيونى كشك
فبراير 21, 2024, 9:31 م بسيونى كشك