قصة سيدنا يوسف علية السلام بنظرة تحليلية
ولان الله سبحانه وتعالى قادر دائما على أن يعيذ عبادة ويمنع ما يكرهون وكلمة معاذ الله عند المؤمن اذا قالها فلا بد ان الامر عصيب (إِنَّهُ ۥرَبِّىٓ أَحۡسَنَ مَثۡوَاىَۖ )
إذن فيوسف لم يوافق على ما تريدة وطلب المعونة من الله (أَحۡسَنَ مَثۡوَاىَۖ ) أي نجانى من الجب ومن شر اخواتى وهيا لى مكانا رغدا لأعيش فيه فلا اكافئة بأن اعصية.
وان اجعل نعمة علىّ وسيلة لمعصية خصوصا ان العزيز زوجها قد اكرم يوسف
وقولة تعالى (ۖ إِنَّهُ ۥ لَا يُفۡلِحُ ٱلظَّـٰلِمُونَ ) معناها ان الله سبحانة وتعالى يجازى على الاحسان بالاحسان وعلى الظلم بالسوء فلا يفلح من ظلم
ويوسف لاعتدائه على عرض العزيز حاش الله يكون قد ارتكب ظلما كبيرا
الله تبارك تعالى يقول (وَلَقَدۡ هَمَّتۡ بِهِۦۖ وَهَمَّ بِہَا لَوۡلَآ أَن رَّءَا بُرۡهَـٰنَ رَبِّهِۦ ).
ولقد اختلف العلماء في تفسير هذه الاية أولا الهم هو حديث النفس بالشيء قد يفعل الانسان او لا يفعل
--- ومن رحمة الله بخلقه أنه من هم بسيئة ليفعلها أي حدثته نفسه ليفعلها ولم يفعلها كتبت له حسنة لماذا ؟
لان ذهنه شغل بها ولكنه وجد دافعا داخل نفسه يدفع ما في ذهنه فلا ينفذة فهذا أخذ حسنة وهناك من تحدثه نفسه بمعصية فكتبتها هذا له حسنة
ونجد ان العبارة في الاية جاءت في امر المراودة ---- هي راودته وهو ممتنع
اذن فهناك مفاعلة اثنان يتصارعان على شيء ----
احدهما وهى امراة العزيز (هَمَّتۡ بِهِ ).
والطرف الاخر وهو يوسف (وَهَمَّ بِہَا ) اذن هناك مساواة هو حديثة نفسة بالفعل وهى حدثتها نفسها بالفعل
ولكن الله سبحانة وتعالى لم يقف عند هذه العبارة فقد قال بالنسبة لامراة العزيز (وَلَقَدۡ هَمَّتۡ بِهِۦ ) اى حدثيها نفسها انها تريدة
وعندما تحدث الحق سبحانة وتعالى عن يوسف قال (وَهَمَّ بِہَا لَوۡلَآ أَن رَّءَا بُرۡهَـٰنَ رَبِّهِۦ)
لو حللنا هذه العبارة تكون ولقد همت بة لولا ان رأى برهان ربه لهم بها --- لولا حرف امتناع لوجود
-مثال ذلك ان تقول لولا زيد عندك لأتيتك --- فأنا لم أتك لوجود زيد عندك
--- وبالنسبة ليوسف نقول لولا أن رأى برهان ربة لهم بها --- لولا معناها انة لم يهتم بها والامتناع حدث لانة راى برهان ربه
فكان العبارة ( لقد همت بة ولولا انة راى برهان ربة لهمّ بها ).
--- ولكنه رأى برهان ربه فلم يهمّ بها وتنتهي المسألة
--- هي همت به وهو فوجئ بأن سيدتة هي التي طلبت منه ولكنة لم يهتم بها لقلنا أمر طبيعى حدث كأن أنفتح الباب أو دخل أحد الناس
--- ولكن الله أرادنا أن نعرف أنه لولا برهان ربه لهمّ بها -- ولكن البرهان جعلة لم يهمّ
--- فليس هناك نقص في رجولته ولكن هناك إيمانا ورعاية من الله وهي عصمة الله ليوسف
– أذن البرهان الله سبحانة وتعالى سابق على الهمّ لانة لو همّ ولم يفعل نقول أن البرهان أتى بعد الهمّ ولكن برهان ربه كان في نفسه
--- ولقد قال بعض ذوى العقول الضعيفة انة همّ بها وجلس بين شعبيتها --- ولم يرجع الا عندما تمثل له أبوه وقال له هذه معصية نقول ان هذا عبث.
نقف هنا عند تفسير الشيخ الشعراوى .......... رؤية يوسف برهان ربه -
لقد رأى يوسف برهان ربه وهو البرهان الذي تعددت بشأنه أقوال المفسرين
كذلك أخطاوا فيما قالوه تفسيرا لقولة تعالى (لَوۡلَآ أَن رَّءَا بُرۡهَـٰنَ رَبِّهِۦۚ ) حيث تصورا هذا البرهان ماريا بعيدا كل البعد عن حالة النبوة من ذلك
قول بعضهم أنه رأى صورة ابية متمثلة في سقف الغرفة وقال البعض انة رأى صورة ملك يعظه وغير ذلك من الصور التي رسمتها أخيلة بعض رواة التفسير.
وليس شرطا ان يكون معنى كلمة ( رَّءَا ) في الاية المشاهدة بالبصر التي تصح بالنسبة لآحاد الناس
ولكنها لا تصح بالنسبة للأنبياء الذين اختصهم الله تعالى بطرق وأساليب وميزهم بقدرات وإمكانات تفردوا بها عن غيرهم من الناس
وبالتالي يكون يوسف عليه السلام قد رأى برهان ربه الذي نبض في ضميره وقلبه
بعد لحظة الضعف الطارئة وولى يوسف الادبار متجها الى الأبواب التي سبق لها ان أغلقتها يفتحها الواحد بعد الآخر.
أصيبت المرأة بدهشة شديدة وهى تراة يفعل ذلك فتتسأءل فيما بينها وبين نفسها عما أصابه واعتراها احساس قوى بالغضب والغيظ ولم لا
وقد كانت قاب قوسين او ادنى من بلوغ مأربها ؟!
وهمهمت تقول : بعد كل هذا الذى فعلته مع هذا العبد يسخر منى ويخدعني وهو يتظاهر بالاستجابة ثم يولى الادبار هاربا منى
كما لو كنت مصابة بمرض معد أو كنت شيئا مقززه ؟!
واستجمعت قواها وعزمت على مطاردته إي أن تقبض عليه وتنكل به او يتعقل ويستأنف ما كانا قد بدأ فيه !
محاولة يوسف الهرب في الأية (وَٱسۡتَبَقَا ٱلۡبَابَ ) ومعناه أنهما تسابقا الى الباب ! أي أن كلا منهما أراد ان يصل الية قبل الاخر يوسف أراد أن يخرج من المنزل هاربا منها.
وامرأة العزيز انها في غمرة غضبها وشدة ثورتها وخنقها أرادت أن تسبقه الى الباب لتقطع عليه الباب للحيلولة في محاولتها غوايته
لكى يضاجعها ولحقت به المرأة لا يفصلها عنه غير مسافة تعادل طول ذراعها وبخطوة زائدة تمكنت من الإمساك بقميصه
ثم آخذت تجذبه منة فى عنف وغضب لتمنعه من الوصول الى مدخل البيت حيث يوجد باب الدخول فمزقت القميص لشدة جذبها له
بينما استمر هو في التقدم الى الامام يقاوم جذبها لة حتى يخرج الى مدخل البيت وهى وراءه لا تزال تجذبه ليفاجأ كلاهما برؤية العزيز
وقد دخل من الباب فلما رأته المرأة أسرعت تقول له (مَا جَزَآءُ مَنۡ أَرَادَ بِأَهۡلِكَ سُوٓءًا إِلَّآ أَن يُسۡجَنَ أَوۡ عَذَابٌ أَلِيمٌ۬ ).
وهذا التصرف السريع من جانبها يدل على سرعة بديهتها وشدة ذكائها حيث تحولت بسرعة تعبيرات وجهها ونظرتها لكى تبدو فى صورة الخائفة المرتعبة التي جاءت النجدة فى وقت لم تكن تتوقعها فيه ولم تكتف بذلك بل تعمدت ان توخى لزوجها بما يجب أن يتخذه حيال المعتدى من إجراءات كالسجن أو الضرب الموجع
- أما يوسف فقد فوجئ بها تقول ذلك فبادر الى الدفاع عن نفسه قائلا : انها هي التي راودته عن نفسه.
فكيف واجه الزوج هذا التناقض فى أقوال الطرفين ؟؟ (وَشَهِدَ شَاهِدٌ۬ مِّنۡ أَهۡلِهَآ ) والشهادة تعنى المشاهدة الفعلية
وهو ان الشاهد كان حاضرا مع الزوج وسمع كلا من المرأة ويوسف يتهم أحدهما الآخر بالاعتداء علية فقوله للشهادة
ربما يكون قد دفعه الى ذلك ما لاحظه من تردد الزوج في إبداء الرأي فيما قاله ورغبته الصادقة في إقرار العدل وعدم الإضرار بيوسف الذي نرجح
أنه كان قد عرف عنه بحكم تردده على قصر قريبته امرأة العزيز حسن أخلاقه وجمال طباعة وأمانته وصدقه.
فلما وجد الزوج الضعيف الشخصية أنه قال ما قال لم يملك أن يتدخل حتى لا يظهر انحيازه لزوجته وتغاضيه عما حدث منها
فقد قام الزوج بوضع يوسف في السجن على الرغم مما ثبت من براءته من التهمة التي وجهتها الية المرأة
مما يدل على أن العزيز اما انه خضع لزوجته فيما أرادته كشأن الازواج الضعاف دائما أو انه سجن يوسف درا للرماد في العيون
وحتى لا يصدق الناس أن زوجته هي التي راودته عن نفسه فيحكمون عليها بالخيانة وعلية بالدياثة والانقياد لزوجته.
مما قد ينعكس على وضعه كوزير كبير يعجز عن إدارة بيته فكيف يقدر على إدارة شئون وزارته
( فَلَمَّا رَءَا قَمِيصَهُ ۥ قُدَّ مِن دُبُرٍ۬ قَالَ إِنَّهُ ۥ مِن ڪَيۡدِكُنَّۖ إِنَّ كَيۡدَكُنَّ عَظِيمٌ۬ )
فلما تبين ان القميص قد تمزق لزم الصمت ---
ان شاء الله نكمل بقيه القصه نسالكم خير الدعاء
يجب عليك تسجيل الدخول لتستطيع كتابة تعليق