نظرة المجتمع السلبية للمرأة الغير متزوجة

مقدمة شكر وإمتنان فى حق المرأة

فى البداية دعونى أقدم الشكر والتقدير لكل إمرأة حرة وواعية وقوية تواجه قضاياها ولم تتأثر بوعى المجتمع، وأشكر أيضا كل من يساهم ويحاول لإيجاد وسائل تغير نظرة المجتمع السلبية فى حق المرأة، وأنا أيضا أساهم لتغيير هذه البرمجة التى أرى فيها تدمير للمجتمع ككل وليست المرأة وحدها.

وهذه قضية تلامس الكثير من النساء وأنا واحدة منهن وأقولها بكل فخر، وأشكر نفسى على هذه الثقة، وأشكر الله الذى منحنى القوة التى تجعلنى أواجه العالم كله وليس فقط مجتمع. فقد بلغت سن ٣٢ عام ولم أتزوج بعد، وأن أبقى بلا زواج خير من زواج غير ناجح أتسبب فيه ظلم لنفسى وأولادى وحياتي كلها، وأرى أن المرأة الواعية هى من تحدد وتختار من يشاركها حياتها لتنجب ذرية صالحة فى المجتمع، فلا يشترط سنا معين للزواج مادامت هى على إستعداد لإتمام هذا المشروع.

 

نظرة المجتمع السلبية للمرأة الغير متزوجة

تواجه المرأة نظرات قاسية إذا تأخرت فى الزواج أو ما يقال "فاتها قطار الزواج" تهز ثقتها بنفسها على أنها إمرأة غير مرغوب فيها، تجرح مشاعرها وتؤثر على نفسيتها وكذلك السلوك بتأثرها بالوعى الجمعى..(الوعى الجمعى، هو الرأى المتفق وأجمع عليه المجتمع دون التفكير فيه) الذى يرى أن المرأة لكى يتقبلها المجتمع عليها الزواج بعد إتمام دراستها وتسرع فى الإنجاب لتبدو بصوره مشرفة وامرأة ناجحة لإتمامها هذه الشروط. وكأنها وصلت وحققت أقصى الطموح !!

ويأتى ذلك بدءاً من العائلة _البعض منها وليست كل العائلات_ التى تضع إبنتهم تحت ضغط نفسى بمرور السنين وهى لم تتزوج، وتبقى هى المرأة الغير متزوجة ساعية بدون وعى منها فقط لإتمام هذه الشروط لتتخلص من تلك النظرات، وترضى ذلك الوعى والفكر الرجعى الذى لا يرى فى الزواج إلا لقاء جسدى، وعليها الإنجاب مسرعة لتبقى فى منطقة آمنة قبل إنقطاع حيضها.

سنوات وأنا أتعجب هذا ليس من قول الله لنا فى رسالته!!! بينما كان للمجتمع قول أخر: "هذا ما وجدنا عليه أبائنا" فكان علي أن لا أؤمن أبدا، وأسعى وأساهم فى تغيير هذه النظرة السلبية، وأكف عن هذا الظلم، ومحاولة مني جاهدة أن أنشر الوعى والنور بين الناس.

 

نظرة المجتمع السلبية للمرأة التى لم يسبق لها الزواج

وبنظرة المجتمع السلبية يرى أيضا أن المرأة التى لم يسبق لها الزواج حتما تكون عذراء..!! الأمر لم يكن دينى. ولكن..

وبحسب النظرة المجتمعية الخاطئة والسلبية الذى لا يقبل بأى علاقة جنسية قبل الزواج، يؤكد على أنها عذراء. سؤال! لماذا يؤكد المجتمع للمرأة الغير متزوجة على أنها عذراء ؟؟ هل هذا بديهى ومنطقى؟ هل على المرأة أن تعبد المجتمع وتخاف منهم لتحفظ فرجها ؟؟ نلاحظ أن الأمر موضوع شخصى، ولا علاقة له بأحد إن كانت المرأة قبل الزواج عذراء أو غير.

لأن العبادة لله وحده، والجميع أحرار، والشخص المؤمن حقا لا يضع نفسه تحت أى قيود مادام خوفه نابع من الله وليس من الناس الذين هم بشر مثله.

فالمرأة التى مارست الجنس قبل الزواج هى حرة وعلاقتها مع الله، بغض النظر على أنه محرم !! ولأن الله سبحانه وتعالى جعل الجميع أحرار لأنه هو وحده من يحاسب .

أذكر مرة حديثى مع بعض زملاء العمل من النساء، وكان توجيه كلامهم لي (طالما لم تتزوجى بعد فأنتى بنت) مما أثار غضبى كثيرا، لم أخذ الحديث بشكل شخصي..إنما كيف لي أن أجلس مع هؤلاء الذين ينتمون لهذه العقلية!! فأنا أرى أنى امراة ثلاثينية ناضجة أنوثة وعقل، وأن كلمة بنت تكون لطفلة. يرون أن المرأة التى لم تتزوج أيا كان عمرها سواء تحت الثلاثين أو فوق فهى "بنت" اى عذراء !! 

هذا الموقف جعلنى أنطلق ببعد فكرى أعمق، وأنتبه لبرمجة المجتمع السلبية التى أسست على ما تجرى العادة والعرف وليس على مبدأ الخوف من الله الذى حرم القيام بعلاقة غير شرعية. فهناك من يخطأ من الرجال ويقعون فى علاقة غير شرعية قبل الزواج ولا يمسهم اى مشكلة مجتمعية !!!! أدركت أن من نظرة المجتمع السلبية جعلت رابط التحريم الخوف من الناس وكلام الناس لمن تفقد عذريتها قبل الزواج على سبيل الشرف، وليس الخوف من الله الذى حرم الزنا على الرجل والمرأة.

 

وصايا إمرأة متحررة

وفى مقالتي هنا لا أنقل فقط واقع مجتمع وأكرر صوره لتكرر النتيجة، إنما أناقش تجربتي وأنقلها مساندة مني ورسالة لكل نساء العالمين، حاملة فيها كل أشكال الحب والسلام والطمأنينة بأن لا تخشى نظرة المجتمع السلبية لها إذا مرت بهذه التجربة. بل عليكى عزيزتي أن تتحررى من هذا الفكر الرجعى والمتدنى، ولا تسمحى لأحد أن يصنفك إذا ما تزوجتى فأنتى بنت "آنسه" وعندما تتزوجين تصبحين سيدة "مدام" ما هذا الفكر!! الذى ما أنزل الله به من سلطان!!

فقد أخبرنا الله بأن جميعهن نساء سواء تزوجن أو لم يتزوجن، والله جعلك أنثى مكرمة. فلا تقبلى أبدا عزيزتي هذا التصنيف والتهدير فى حقك، فأنتى إمرأة جميلة منذ نعومة أظافركى وتبقين جميلة وزهرة كل العصور.

وبالنسبة لي لا إتلفت لكلمة آنسه، ولا جعلتها تؤثر في، بل كنت أشفق على من يتلفظ بها فيدل على قلة وعيه، وإندماجه مع العقول التى فقط ما تردد!! وأنا هنا أواجه الوعى الجمعى ومحاولة لوضع حدا لهذه الكلمة وغيرها من الكلمات التى غالبا ما تصيب اى إمرأة لم يسبق لها الزواج، وتكون جارحة على من لا تثق بنفسها مثل: عانس-بايرة-بنت بنوت..فلا تلتفتى لها أيتها الأنثى الجميلة ما هى إلا كلمات تخرج من فكر متعفن ومضلل.

أنا هنا حلوتي أساندك وأشجعك أن تنظرى لنفسك رؤية جديدة، وتفتخرى بذاتك، تبقين بلا زواج خير من زواج غير ناجح، وتبقين بين أهلك معززة مكرمة خير من رجل لا يقدر قيمتك، وتورطين نفسك بذرية ربما ليس لديكى الوعى الكافى بأصول التربية. فعليكى أن ترفعى من قيمتك الذاتية اللامحدودة لتحصلى حقا على حياة كريمة مع رجل يحبك ويحترمك ويقدس جسدك. فهناك كثير من الرجال من يتعامل مع جسد المرأة كغريزة أو يستخدم فقط للإنجاب!! فلا تظلمى نفسك وتكونى واحدة منهن..إرتقى بذاتك وإحترمى جسدك.

إقرأ أيضا:أهم الكلمات فى حب الذات

سيدتي الجميلة..إحتفلى بنفسك، وبنجاحك، ودللى أنوثتك، وإبحثى عن ذاتك، وإصنعى سعادتك. وتذكرى كلما أحببتى نفسك وأسعدتيها سينجذب إليكى رجل يجعلكى سعيدة أكثر، لأنه رأى فيكى السعادة والحياة الحلوة الصافية.

كونى إمرأة خطرة كما يقول القيصر كاظم الساهر تحياتي له ولكلماته الراقية فى حق المرأة. وكل هذا عزيزتي من بعض حقوقك من الله الكريم المنصف للنساء، والذى كرمك ورفع شأنك. فلا تنتظرى تقدير من الناس، ولا تهتمى لنظرتهم، فكل نظرة تعبر عن صاحبها. فقط إرضى نفسك وإفرحى لنفسك أولا.

وأخيرا..كونى عبدا لله وليس عبدا للناس والمجتمع، والله يقول: " أتخشون الناس والله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين "

أعجبك المقال , قم بالان بالاشتراك في النشرة البريدية للتوصل بالمزيد

التعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول لتستطيع كتابة تعليق

مقالات مشابة
عن الناشر

أنا منى..باحثة عميقة فى علم النفس وعلم الطاقة الحيوية، أهتم كثيرا بمجال التنمية البشرية وتطوير الذات ونقل مما علمنى ربى لنشر الوعى والنور بين الناس.

مقالات حالية
أبريل 18, 2024, 10:49 ص عبدالرحمن
مارس 30, 2024, 2:32 م Shady Shaker
مارس 27, 2024, 1:58 ص نوره محمد
فبراير 28, 2024, 11:35 ص بسيونى كشك
فبراير 28, 2024, 11:31 ص بسيونى كشك
فبراير 28, 2024, 11:25 ص بسيونى كشك
فبراير 22, 2024, 7:36 م بسيونى كشك
فبراير 21, 2024, 9:31 م بسيونى كشك