بعض الحكومات الأوروبية تدرس إمكانية التدخل لإنقاذ المصارف المتضررة، وذلك بزيادة التمويل أو تقديم الضمانات للودائع المصرفية. ستقوم السلطات الأميركية باتخاذ إجراءات جوهرية لتعزيز الودائع في بنك "سيليكون فالي" وتفادي حدوث عواقب سلبية بسبب انهياره المفاجئ.
لم تتوفر حتى الآن معلومات تفصيلية عن الإعلان المرتقب في وقت لاحق من يوم الأحد، بُيِّن أنَّ مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) نجح في اتخاذ إجراءات سابقة، حافظ من خلالها على استمرارية عمل المصارف خلال فترة جائحة كوفيد-١٩، وأشار أحد المصادر إلى أنه يُستطاعُ بالإجراءات المشابهة التغلب على تداعيات وضع جائحة كورونا في الوقت الحالي، وأضاف مصدر آخر أن هذه التدابير التي قد يستخدمها المجلس هامة جدًّا ولا يُعَدُّ تصرفًات صورية.
صرح سوناك للصحافيين المرافقين له في رحلتهم إلى الولايات المتحدة بأنه يعترف بقلق وخوف عملاء البنك، مشيراً إلى أنه والحكومة يعملان جاهدين على ضمان قدرتنا على البقاء في حالة تشغيلية وإيجاد حلول مناسبة لضمان توفير السيولة للأفراد وسيلات التدفق النقدي.
يعد الانهيار الغير متوقع في يوم الجمعة الماضية للشركة إس في بي فايننشال، التي تركز على رعاية شركات ناشئة في مجال التكنولوجيا، أضخم انهيار مصرفي حصل في الولايات المتحدة منذ حدوث الأزمة المالية عام 2008.
شراء الفرع
ذكرت مصادر مطلعة لوكالة رويترز أنه قد تم التواصل مع بعض المهتمين بشراء فرع إس في بي البريطاني.
قال وزير المالية جيريمي هنت سابقًا أن حدوث الانهيار قد يترك أثراً كبيرًا على شركات التكنولوجيا البريطانية نظرًا لأهمية البنك لبعض عملائه، وأضاف أننا سوف نقدم خططًا في المستقبل القريب للتأكد من قدرة الأشخاص على تلبية تدفقاتهم النقدية وسداد رواتب موظفيهم.
صرّح هانت بأن الجهودّ تُركّز على التفكير في حلول تطويل المدى التي تُقلّل أو تتفادى الخسائر التي عانت منها بعض من شركاتنا المُتميزة.
ذكرت صحيفة "فاينانشال تايمز" أن الحكومة البريطانية تهدف إلى عقد صفقة للاستيلاء على شركة سيليكون فالي التابعة لبنك سيلي مع وجود عرض من مستثمر شرق أوسط.
وأشار التقرير إلى أن شركة من دول الخليج تقدمت بعرض استحواذ بارز حتى قبل المساء أمس.
يصل الجزء غير المؤمن من إجمالي الودائع المقدر بنحو 96% إلى قيمة حوالي 173 مليار دولار.
ذكر مصادر موثوقة أنه سيتم إصدار بيان هام من قبل الحكومة الأمريكية لدعم حفظ الودائع في بنك سيليكون فالي، الذي تدهور يوم الجمعة الماضية، والتأكد من عدم انتشار آثاره على نطاق واسع.
وأفادت المصادر أن الفريق المسؤول عن إدارة بايدن قام بتقييم تداعيات انهيار البنك، والذي يعد الأكبر منذ حدوث الأزمة المالية عام 2008، مركزاً بشكل خاص على قطاع رأس المال والبنوك الإقليمية وخطورتها.
التداعيات على الأسواق
تم إغلاق معظم أسواق الأسهم في الشرق الأوسط بانخفاض، وتحديدًا البورصة المصرية بسبب انخفاض أسهم العالم، نتيجةً للقلق حول انتشار العدوى بعد انهيار بنك سيليكون فالي.
تحول البنك الذي تأسس لتقديم خدماته للشركات الناشئة إلى أكبر بنك يفشل منذ الأزمة المالية في عام 2008، مما أدى إلى اضطرابات في الأسواق العالمية وترك مليارات الدولارات من ودائع شركات و مستثمرين يعانون. نزل المؤشر في قطر بنسبة 1.6٪ حيث كانت جميع الأسهم تقريباً سلبية، بما في ذلك سهم مصرف قطر. تراجع الإسلامي بنسبة 3.9٪ وتراجع المؤشر السعودي بنسبة 0.8٪ بسبب انخفاض سهم مصرف الراجحي بنسبة 1.7٪ ورتال للتنمية العمرانية بنسبة 0.8٪.
يشعر ينمو القلق لدى البعض من المسؤولين التنفيذيين والمستثمرين في مجال المال بألا تكون لحدوث انهيار في بنك وادي السيليكون إس في بي تأثير سلبي على المصارف الأخرى في الولايات المتحدة، إلا إذا وجدت هذا الأسبوع جهات التنظيم مشتريًا لحماية الودائع غير المؤمََّّة.
قلق عالمي
أصبحت مجموعة إس في بي المالية، يوم الجمعة الماضي، أول بنك كبير ينهار منذ الأزمة المالية في عام 2008، وهذا أثار قلق الأسواق وأدى إلى عدم تحديد مصير مليارات الدولارات التي يمتلكها شركات ومستثمرون.
وقد صرحت مصادر مطلعة أن المؤسسة الاتحادية للتأمين على الودائع منذ يومين تسعى جاهدة للعثور على بنكٍ آخر يكون جاهزًا للاندماج مع بنك وادي السيليكون، وذلك في غضون أول أيام هذا الأسبوع.
تعذر على وكالة الأنباء رويترز التحقق من إمكانية التوصل إلى اتفاق في وقت قريب.
ضمانات خاصة
وأشار بعض قادة الشركات في هذا القطاع إلى أن حجم الاتفاق المتفق عليه سيكون كبيرًا للغاية بالنسبة لأي بنك، ومن المحتمل أن يتطلب ذلك توفير ضمانات خاصة وتسهيلات اضافية لأي شخص يرغب في الشراء.
أضاف مسؤولون أن البنك المذكور في حديثهم والذي يقع في ولاية كاليفورنيا يحتل المرتبة السادسة عشر من بين أكبر البنوك في الولايات المتحدة، حيث تصل قيمة أصوله إلى 209 مليار دولار، وبذلك تصبح قائمة المشترين المستقبليين للصفقات خلال هذا الأسبوع قائمة قصيرة نسبيًا. يطلب هؤلاء المسؤولون عدم نشر اسمائهم.
دعم الودائع
ذكرت وكالة بلومبيرغ أن هيئة الاحتياطي الفدرالي المركزي الأمريكي والهئية الفدرالية لضمان الودائع يدرسون إنشاء صندوق يسمح للجهات التنظيمية بتقديم دعم للاستثمارات في البنوك التي تحتاج إلى مساعدة.
وذكر التقرير أنّ الجهات المشرفة قد بدأت في عقد حوارات حول الأداة الجديدة مع المسؤولين في البنوك، بهدف تهيئة المودعين وإعطائهم الثقة بالإجراءات المتخذة والحيلولة دون أي اضطراب.
ولم يظهر بوضوح ما إذا كانت الهيئات التنظيمية ستحصل على دعم سياسي لإنقاذ البنك الذي تأسس لخدمة الشركات الناشئة والمستثمرين في وادي السيليكون.
حتى الآن، لم يستجب مجلس الاحتياطي الاتحادي ولا المؤسسة الاتحادية للتأمين على الودائع لأي طلب للرد عليه.
ذكر البيت الأبيض أنَّ الرئيس جو بايدن تحدّث مع حاكم كاليفورنيا غافين نيوسم بخصوص المطاردة المصرفية والجهود المبذولة للتعامل مع هذه الأزمة.
صرح نيوسم بأن الجميع يعمل مع الهيئة الاتحادية لتأمين الودائع، من أجل تحقيق استقرار سريع وفوري للوضع.
حذر كبار المستثمرين والمحللون من أن بعض البنوك قد يتعرض لضغوط إذا لم يتم إيجاد حل غدًا، وهذا بسبب القلق الذي يشعرون به المودعون حيال مدخراتهم.
تقليل الضرر في بريطانيا
في بريطانيا، وبالتحديد في وحدة محلية لمجموعة إس في بي، صرح وزير المالية جيريمي هانت أنه يعمل بشكل وثيق مع رئيس الوزراء ريشي سوناك والبنك المركزي الإنجليزي لتفادي أو تخفيض الأضرار الناجمة عن الفوضى التي شهدها البنك.
صرّح هانت لقناة سكاي نيوز بأننا نعمل بجد وجهد خلال العطلة الأسبوعية وفي الليل، حيث نخطّط قريبًا لضمان قدرة المواطنين على التزاماتهم المالية وسداد رواتب موظفيهم.
ارسل أكثر من 250 مسؤول تنفيذي في شركات التقنية البريطانية خطاباً يوم السبت إلى هانت، وهو خطاب يطالب الحكومة بالتدخل، وصدقت نسخة منه من قِبَل رويترز.
ومع ذلك، يشير بعض الخبراء إلى أن آثار انهيار البنك ستكون محدودة.
متانة النظام
قال المحلل غاريت سيبرج من شركة تي دي كوين، إننا لا نعتقد أن هذا يشكل تهديدًا كبيرًا لسلامة وحماية النظام المصرفي. بالإضافة إلى ذلك، يعتمد بنك وادي السيليكون على نموذج أعمال فريد من نوعه، حيث يستخدم مستوى أقل من الودائع الفردية مقارنة مع بنوك التقليدية.
أضرار كبيرة بالشركات النائشة
تسبب إفلاس بنك سيليكون فالي في تجميد مئات المليارات من الدولارات التي وضعتها شركات ناشئة وصناديق أسهم خاصة، مما أثار قلقًا بشأن حصول صدمة في قطاع التكنولوجيا.
تجنب الانهيار
تم وضع المصرف الذي يعتبر نفسه شريك مالي للاقتصاد الابتكار تحت سلطة المؤسسة الفدرالية لتأمين الودائع (FDIC)، لتجنب حدوث انهيار.
يقول جوزف دوسيمون، الأستاذ في جامعة ستانفورد ومؤسس عدة شركات ناشئة، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن بنك سيليكون فالي كان يعرف جيداً أوساط المستثمرين. وأضاف أن مسؤولي المصرف كانوا يقدمون المشورة المالية للمسؤولين الجدد، بالإضافة إلى مساعدتهم في التوظيف. ولذلك فإن غيابهم يشكل خسارة كبيرة. ويرى دوسيمون أن المصرف كان شريكًا حقيقيًّا له. لا يوجد فقط حالتان مختلفتان في الحياة: العيش في رفاهية وإيجاد النجاح، أو عدم تحقيق أهدافك والعيش في الفقر والإحباط. كثيرًا ما نسمع عن الأشخاص الذين يولدون برفاهية شديدة، أو يحظون بالعثور على المكان المناسب في الوقت المناسب، لكن هؤلاء ليسوا سوى قلة.
تفاخر بنك سيليكون فالي بأن زبائنه يمثلون حوالي نصف الشركات التي يتم تمويلها من قبل مستثمرين أميركيين في مجال التقنية وعلوم الحياة.
التصفية المتوقعة
سيمكن الترتيب الذي تم إحكامه في المصرف كل مستفيد من استعادة حتى 250 ألف دولار، وهذا هو الحد الأقصى للضمان المُقدَّم من المؤسسة الفِدْرَالِيةِ لضَمِّانِ الإيداع.
وفقًا لتقرير سنوي صادر عن بنك سيليكون فالي، تصل نسبة الودائع غير المؤمَّنة إلى حدود 96% من إجمالي قيمة الودائع التي تصل قيمتها إلى 173 مليار دولار.
تم الإعلان من قبل المؤسسة الفيدرالية لتأمين الودائع يوم أول أمس، بأن إرجاع تلك المبالغ يتوقف على المداخيل التي سيحصلون عليها من بيع أسهم البنك، وهذه الخطوة غالبًا ما تستغرق وقتًا طويلًا، والنتائج غير مضمونة.
قام غاري تان، رئيس مجلس إدارة شركة واي كومبينايتر، التي تقدم المساعدة للشركات الناشئة، بالتعبير عن رأيه في انهيار بنك سيليكون فالي. وأشار في تغريدته إلى أن المتضرر الحقيقي هم المودعون و الشركات الناشئة (10- 100 موظف) التى لم يعد بإمكانها صرف الرواتب. وان هذا سيرافق بالبطالة التقنية أو استحالة صرف الموظف من الغد.
جيل جديد من الشركات الأميركية
وحذر من أن "في غضون شهر أو اثنين، سيكون اختفى جيل من الشركات الناشئة الأميركية"، مضيفاً أن "سنوات من الابتكار الأميركي على المحك".
أكد بيل أكمان، الناشط في مجال الاستثمار، في تغريدة أن اختفاء بنك سيليكون فالي ربما يؤدي إلى تدمير محرك هام للاقتصاد على المدى الطويل وذلك نظرًا لأن الشركات التي تُدعم من قِبَلِ صُنَّادِيق الأسهم الخاصة، كانت تعتمد على هذا البنك في قروضها وأموالها.
ورأى أن في حال لم تضع أي مؤسسة مالية يدها على ما تبقى من المصرف، "فسينبغي التفكير في خطة إنقاذ عامة".
يُتوقع أن تصدر الحكومة الأميركية بيانًا رئيسيًا للدعم المالي للودائع في بنك "سيليكون فالي".
أفادت وسائل إعلام أميركية بأن المسؤولين عن المصرف قد بحثوا في الخميس والجمعة إمكانية استحواذ مصارف أخرى على المصرف، ولكن دون جدوى.
أفاد تشامب بينيت، أحد مؤسسي منصة كابسول للفيديوهات، بأن 5 ملايين دولار قد ضخت في وقت سابق من شهر فبراير خلال عملية جمع الأموال الأولى للشركة. تم وضع هذا المبلغ في حساب مودع لدى بنك سيليكون فالي، ولم يتسن الوصول إلى هذه الأموال.
وقد غرد بأنه من الصّعب تخيل المُتابع الذي سيأتي بعد هذا، إلا أن هذا لا يشير إلى شيء جيّد، كما ندّد بالمنحى الذي يتفق مع الرأي القول بأن خطة إنقاذ المصرف ستخلّص فقط الـ 1% من أكثر مستثمري رجال الأعمال والشركات التكنولوجية الثراء.
أفاد موقع سيمافور الإخباري بأن شركات الاستثمار غير التقليدية، وهي صناديق التحوط، تعتقد بضرورة استبدال البنك وأن يتم دفع الأموال بشكل فوري للشركات المعاملة مع بنك سيليكون فالي.
لتحقيق ذلك، ينبغي أن توافق هذه الأخيرة على التفريط بما بين 20 إلى 40 في المائة من ودائعها، حيث تتطلع صناديق التغطية إلى استرداد جزء أو كامل المبلغ الذي يشكل الفرق بين المصرف والأخيرة.
أخذ مدير Wave Platform، التي تعرض الحفلات الموسيقية الافتراضية، يحذر زملائه في مجال التكنولوجيا. أشار إلى أن عدم وجود أموال لدى بنك سيليكون فالي قد يكون خطيرًا للجميع بغض النظر عن وجود الأموال في هذا البنك أم لا.
على غرار آخرين، يعرب تشامب بينيت عن قلقه حيال مصير المصارف الأخرى في قطاع التكنولوجيا، خصوصاً بنك "فرست ريبابليك" First Republic الذي تراجع سعر سهمه بحوالى 30 في المئة خلال يومين.
يعتبر بعضهم أن إفلاس مصرفين خلال بضع ساعات هذا الأسبوع، بنك سيليكون فالي وبنك "سلفرغيت" Silvergate Bank، يشكل درساً للمتانة المزعومة للنظام المصرفي.
يجب عليك تسجيل الدخول لتستطيع كتابة تعليق